د . احمد محمد عثمان ادريس
اقتباس:
ممنكم لا يعرف(المشلعيب)من ابناء الجيل القديم ؟ فهو عبارة عن سلة تصنع من السعف ثلاثية الاضلاع لها قاعدة صغيرة ولها في الجزء العلوي رباط من اجل تعليقها بها على سقف المنزل الذي كان يصنع من الخشب او الزنك او غيره، وكانت مهمام(المشلعيب) كثيرة في ذلك الزمن حيث توضع فيه المتبقي من حلة الملاح او اللحمة المفوره(ابان عدم تواجد الثلاجات في البيوت) الا لاصحاب الوضع المادي العالي،وكان(المشلعيب) موجود الى وقت قريب في المدن الكبيرة ، وكانت الحكمة من وضعه في ذلك المكان العلوي من المنزل اي مع السقف خوفاً من وصول القطط اليه والتي كانت تعيش معنا في بيت واحد وكنا ايضا نربي الكلاب وجميع انواع الطيور من الحمام والدجاج والبط بالاضافة الى الاغنام مع كل هذه الحيوانات كانوا الاسر تسكن في بيت واحد مع تلك(السعيه)،وكانت تلك الحياة بسيطة للغاية،وكان الاقتصاد المنزلي القديم يعتمد على منتجات تلك(السعيه)من البان الاغنام يكون غذاء الاسرة ، ومن بيض الدجاج وبيع الحمام وبيض البط تتخذ مورداَ لدخل الاسرة الاضافي او الاساسي.
كانت الحياة هادئة لاتحتاج الى هجرة او اغتراب طويل الاجل او مدى الحياة كما هو الحال، وكانت جميع اواني واوعية المنزل طبيعية غير حضارية فنجد(السعن،والمخلاية ، والقفة ،.....) اما الان فدخلت العديد من الحضاريات واتمتة الحياة ومكننتها في الحياة المنزلية وحولت المنزل الى حظيرة من الالات الحديثة التي يستطع الانسان الوصول اليها إذا كانت مقتدراَ ، وحولت ايضا قلوب الناس الى وجه آخر غير الجميل..
2-(المرحاكة)i

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
هل شاهدت اخي القاريء الكريم ( المرحاكه)؟ المرحاكة في قاموس السودانيات عبارة عن حجر جبلي دائماً يطحنوا به الدقيق ويدرشوا به اللوبه(طاحونه يدوية)،في السودان(المحراكة) هي عبارة عن آله يدوية قديمة تستخدم لطحن الحبوب قبل ظهور الطواحين، وكان تستخدم لطحن القمح والعيش يدوياَ،اما من خلال البحث نجد ان المحراكة عبارة عن حجر طوله نحو الخمسين سم تقريباَ ويطحن عليه بحجر يعرف بود المرحاكة حجم 10 سم مكعب كما ذكرها من قبل امرؤ القيس في معلقته(كان على المتنين منه إذا انتحى ...... مداك عروس وصلابة حنظل).
اما الان ظهرت الطواحين في العديد من الاماكن وحلت محل المرحاكة ولكن لازالت الاخيرة موجوده في الفرقان والقرى السودانية،واقول ايضا ان الطواحين في الايام الماضية كان لها مكانة كبيرة واما الان اصبحت تتلاشى من الوجود بفضل اعتماد الكثير من الاسر السودانية على (الخبز او الرغيف اوالعيش) مما ادى الى انحسار مهنة الطواحين في المدن ايضا(الا ما رحم الله) فالعودة الى الماضي لابد منه من اجل العيش في ظل حياة جميلة محفوفة بالطبيعة والجمال.
|
. .