إنهمكت أمونة في ريموت تشغيل جهاز الموسيقى الكائن في صالون الحريم وقد أمسكت بحزمة من سيديهات الأغنية السودانية بدءاً بأغاني الحقيبة ومروراً بالفن الحديث ووصولاً إلى أغاني الشباب السريعة الريتم (الإيقاع) أي أغاني الجبجبة والرَبَة ولكن مزاجها العام وهواها لم يكن ينصب في هذا الإتجاه فوضعت الجهاز جانباً وتلقفت حزمة من الصحف اليومية السيارة وأخذت تقلب فيها وتتصفحها ثم ألقت بهن جانباً وهي تقول :
" بلا سياسة بلا صداع ،،،
الواحدة فينا ما ناقصة هم ووجع... "
ثم وقفت أمام مرآة التسريحة وتأملت وجهها وهي تفرك على جبينها بأطراف أناملها وهي تقول في شرها:
" ووب عليكي يا أمونة وسجمك
التجاعيد الظهرت عليكي دي شنو؟
إنتي لسع صغيرونة يا أمونة الهناء والسرور !!!
ثم أطلقت ضحكة خافتة وهي تقول:
" الواحدة مننا حتآخذ زمنها وزمن غيرها "
ثم دخل عليها إبنها ميسرة وهو يمسك بموبايلها وهو يقول لها:
" دي خالتو نفيسة يا أمي
هاكي الموبايل كلميها"
فتناولت الموبايل من ميسرة وهي تقول:
" شنو يا زولة يا جافية إنتي
من ديك وعيك ؟
وين الحي بيكي؟
لا سلام منك وما منك تحية
للوراك خليتيهو عايشة في الأسية
يا سلام يا الفنجرية ما تسيبي وصية
المسافرة عينها قوية "
فضحكت نفيسة وقالت لها:
" وعرفتي كيفن بي سفرتي للشايقية؟
وبعدين تعالي هنا
أنا أمبارح طول النهار من صباح الرحمن
مسكلت ليكي وتسكت ليكي يجي عشرين مرة
لقيتك خاتة تلفونك في الصامت
كنت نايمة وللا شنو الحكاية؟
فقالت لها أمونة:
" آآآي معاكي حق !!!
" أنا أمبارح بالذات طول النهار كنت في العمارات شارع واحد
مشيت لي بيت ناس سوسن صحبتي الجعلية مسؤولة شئون المرأة السودانية
أكان عندنا ورشة عمل في بيتها بعنوان :
" هموم حواء السودانية
أكيد بتعرفيها يا نفيسة مش؟
فقالت نفيسة: " شفتها مرة مرتين في بيتكم
لكن بيني وبينك الزولة دي ما نزلت لي من زوري وما حبيتها كلو كلو
شايفة نفسها ومناخيرها في السماء
ونضمها نص عربي ونص إنجليزي
زولة بتاعة حركات ومظاهر "
ثم أعقبت تقول:
" خلينا من زولتك المقندفة دي
بتاعة البوبارات والمظاهر
وتعالي كلميني حسع!!!
ما كانت في شمارات وحكايات
في ورشة السجم دي؟
فقالت أمونة وهي مستغرقة في الضحك:
" سبحان الله يا نفيسة!!!
الغريبة أنا أول مرة أتفق معاكي في حاجة!!!
الزولة دي رغم إنها صحبتي إلا كلامك صاح!!
عندها الكبرياء والتعالي والدلع المسيخ بالكوم
أمبارح لمان جينا نتغدى في بيتهم وقفت قدام البوفيه وبقت تنضم مع الخدامة وتقول ليها :
" كلمي النساوين الضيوف ديل العندها كوليسترول تجي ناحية السشكن (القسم) المخصص للكولسترول فري (الخالي من الكوليسترول)
والعندها سكري ما تقرب من الحلويات (ديزيرت) الفيها كالوري زيادة
وتجي ناحية القسم المخصص للفركتوز والدايت سويت
غايتو يا نفيسة بت أمي
أنا كنت مغيوظة منها جنس غيظ المخلوقة دي أسكتي خلي سااي
ووقفت جنب واحدة من جاراتها العربيات وقالت ليها:
" تعالي ناحية الأكل بالبخار ده يا صافيناز حيعجبك خالص !!!
ده من المطبخ الصيني الأوثنتيك (الأصيل)
حاجة كدة هيلثي (صحية) ولايت (خفيفة)
وما بيعمل ليكي إندايجتسشن (سوء هضم)
فلم تستطع نفيسة كتم ضحكتها فاطعتها أمونة بقولها:
" ها يا المهجومة أصبري شوية وأسمعيني!!!الضحك التقيل جااي وراء لسع"
فسألتها نفيسة:
" أجي يا أخواتي!!!
أكتر من كدة شنو كمان عاد؟
فواصلت أمونة وهي تقول:
الزولة وقفت نص الحريم ونادت ليكي الخدامة ومسحت بيها الأرض لامن الغلبانة بقت تبكي
فقالت نفيسة وقد تملكتها مشاعر الفضول:
"وقالت ليها شنو المسيخة دي؟
فقالت أمونة:
بقت تقول ليها:
" أنا ما قلت ليكي مليون مرة ما تشغلي الكونتري مويزيك أثناء تناول البوفيه وشغلي الإسلو مويزيك عشان يكون تنشن فري بارتي "
فقاطعتها نفيسة بقولها:
" معلش يا حبيبتي أمونة على المقاطعة
" بس كنت عايزك تترجمي لي الدراب القلتيهو في الآخر ده،،، أصلك عارفة صاحبتك كانت ضعيفة في الكلام المعوج ده من أيام المدرسة"
فقالت لها أمونة متهكمة:
" غايتو البركة الما سقتك معاي يا نفيسة
كنتي إسطحتي ساكت وبقيتي ذي الأطرش في الزفة"
فمازحتها نفيسة بقولها:
" أجي يا كوندوليزا رايس
حسع اللي يسمعك يقول عليكي ما شاء الله
لبلبة في الإنجليزي
ما علينا واصلي يا إنتي "
فقالت أمونة:
" ما مشكلة إتريقي علي بعدين!!
يعني قالت للخدامة أنا عايزة البوفيه ما يكون فوقو توترات ونرفزة وكدة
ويكون جوهو هادي وشاعري ورومانسي "
فقالت نفيسة: " الغلط ما منها!!!
الغلط من الخدامة المسكينة دي
أنا لو كنت منها!!
قسماً عظماً كنت فلقتها بي مفراكة
ومشيت أهلي "
فقالت أمونة :
" والله إنتي أكان دايرة الجد
الدايرة فلق صحي إنتي دي
أقول ليكي أكلات وأطباق على البخار وهيلثي
تقولي لي مفراكة وبطيخ
حسع الجاب المفراكة في جو البهجة دي شنو؟
المفراكة دي يا شقية الحال في تُكلنا نحن !!!